هل سبق لك أن حاولت أن تتذكر كيف اعتدنا على البحث (الجوجلة) قبل جوجل؟  ما هي الكلمات التي اعتدنا استخدامها قبل أن تصبح google فعلاً وتعبّر عما كنّا نفعله؟ لقد استبدلت Google كلمات البحث، وإذا احتجنا إلى البحث، فنحن نقوم بالبحث في Google كل شيء الآن يدور حول googling حتى عندما تكتب  googling، فإن التصحيح التلقائي لـ Microsoft office يتعرف على المصطلح، وكذلك هاتفك الذكي.

نقرة واحدة وعالم من الخيارات يتم عرضه أمامك. اكتب أي شيء، حتى حروف عشوائية وسيعطيك جوجل الإجابة في ثانية. قد لا تكون هذه هي الإجابة التي كنت تبحث عنها، ولكن جوجل يطرح أمامك مئات ومئات من الخيارات الأخرى للأشياء التي لم تكن تعرف أبداً أنك تبحث عنها. حتى لو ارتكبت خطأ إملائياً، فسيقوم جوجل بتصحيحه، ويسألك عما إذا كانت هذه هي الكلمة / الجملة أو العبارة الصحيحة التي تبحث عنها. منتهى الذكاء!

[caption id="attachment_3019" align="aligncenter" width="1024"] بإصبع واحد؟[/caption]

بإصبع واحد فقط، لدينا القدرة الآن على جعل جوجل يجمع مليارات البيانات ويعرضها. لم يعد الأمر يتعلق بالقفزة العملاقة إلى القمر - بل بالقمر بحد ذاته والقفز وتجاوز الكواكب البعيدة والأكوان السحرية. وخمّن ماذا؟ لسنا بحاجة للذهاب إلى هناك، جوجل سيقرّبهم.

أعلم أن الجميع يتحدثون عن البيانات الضخمة والسلسلة المترابطة والفضاء السحابي والميتافيرس الآن، ولكن بعد مقالتي الأخيرة، أجريت مناقشة مع اثنين من أصدقائي المقربين جداً والذي يعملون في مجال الصحافة والإعلام والتواصل.

[caption id="attachment_3022" align="aligncenter" width="1024"] عالم الميتافيرس[/caption]

كان السؤال الأكثر أهمية في هذا النقاش هو: "هل نحن نتطور حقاً بهذه السرعة أم أن شخصاً ما كان يخطط لها وينفذها تدريجيا؟".   وافقنا جميعاً على الإجابة الثانية، وإليكم لماذا:

في عام 1977، تم إصدار أول فيلم من أفلام حرب النجوم وسرعان ما أصبح الملحمة السينمائية التي نعرفها اليوم- ملحمة مترامية الأطراف، تمتد عبر العديد من الكواكب والأجناس الفضائية والمعارك الكونية الضخمة في حين، آنذاك، لم يكن غالبية البشر قد اقتربوا من السفر على متن طائرة بعد!

وعلى مستوى أعلى، جاء فيلم "الناهي Terminator" في عام 1984، فأصبحت Skynet أكبر مخاوفنا مع المعركة ضد الآلات الروبوتية الشريرة التي تريد حكم الكون وتدمير البشرية بالطريقة التي نعرفها، إلا أن Terminator وعدنا بأنه "سيعود".

ولم ينته الأمر بعد - في عام 1999، ربما كان فيلم Matrix هو المرة الأولى التي نشهد خلالها على تعلق المراهقين بالخوارزميات. كانت هذه قفزة عملاقة في الطريقة التي ستكون عليها قصص الخيال العلمي في المستقبل إضافة لـ RoboCop في عام 1987، I-Robot في عام 2004، A.I. (الذكاء الاصطناعي) في عام 2010 و Automata في عام 2014، Transformers، والقائمة تطول ...

إذاً، ماذا تعرف عن الذكاء الاصطناعي الآن؟ إذا بحثت عنه المصطلح، فإن الذكاء الاصطناعي يعني: نظرية وتطوير أنظمة الكمبيوتر القادرة على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشرياً، مثل الإدراك البصري والتعرف على الكلام واتخاذ القرار والترجمة بين اللغات.

ماذا عن البيانات الضخمة؟ وهذا يعني: مجموعات بيانات كبيرة للغاية يمكن تحليلها حسابيًا للكشف عن الأنماط والاتجاهات والارتباطات، خاصة فيما يتعلق بالسلوك البشري والتفاعلات.

هل فكرت يوما في ما يمكن أن يكون إذا قمت بدمج بيانات الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة؟

يعرف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا التقارب بأنه: "التطور الوحيد الأكثر أهمية الذي يشكل مستقبل كيفية قيام الشركات بدفع قيمة الأعمال من قدراتها في مجال البيانات والتحليلات".

ما يتوجب علينا أن نتذكره هو أنه في حين أن لدينا كل هذه البيانات في متناول أيدينا، يتم أيضاً جمع البيانات عنّا أثناء بحثنا الذي يتم تحليله للحصول على نظرة ثاقبة لسلوكنا، في الماضي والحاضر والمستقبل.

هذا جيد حقاً، لكن كيف سيغيّر ذلك وجه البشرية؟

[caption id="attachment_3024" align="aligncenter" width="1024"] ربط الحواسيب وتشبيك الأشخاص بغض النظر عن موقعهم الجغرافي[/caption]

في الختام وللإجابة على هذا التساؤل، سأقتبس من ستيف جوبز من مقابلة عمرها أكثر من ثلاثين سنة مع جون إرليشمان: "... الذي يحدث الآن هو أننا بدأنا بربط الحواسيب معاً من خلال واجهات مستخدم رائعة ومتطورة، وأصبحنا قادرين على إنشاء مجموعات من الأشخاص الذين يعملون على مهمة مشتركة خلال خمس عشرة دقيقة من الإعداد فقط، ويمكن لهؤلاء الأشخاص العمل معاَ بسلاسة و بكفاءة عالية بغض النظر عن مكان وجودهم جغرافيا ".