شهد عام 2024 سلسلة من من الكوارث الطبيعية على اثر التصاعد اللافت في وتيرة الزلازل، والأعاصير، والفيضانات وحرائق الغابات التي ضربت مختلف المناطق في أنحاء العالم بعنف غير مسبوق.

وفي هذه السنة لم تسلم أي قارة من غضب الطبيعة، التي تبدو وكأنها تستعد بصمت للانفجار خلال اللحظة الحاسمة، مخلفة وراءها مئات الضحايا وآلاف المصابين والمشردين، في مشهد يعكس حجم الدمار الذي يمكن أن تخلفه قوى الطبيعة.

وفي الوقت الذي تتوجه فيه أصابع الاتهام من الخبراء إلى التغير المناخي والاحتباس الحراري وغيرها من التداعيات الناتجة عن ممارسات الإنسان غير المسؤولة تجاه الكوكب، برزت الطبيعة بوضوح خلال العام عبر عدد من الحوادث الكارثية، التي نعرض أبرزها في التقرير التالي.

زلزال اليابان

استُهل عام 2024 بمأساة مروعة، حيث ضرب زلزال بقوة 7,6 اليابان في اليوم الأول من العام، ما أسفر عن وفاة 128 شخصاً. ولم تقتصر الكارثة على قوة الزلزال فحسب، بل تفاقمت بسبب الظروف الجوية القاسية، إذ شهدت البلاد تساقطاً كثيفاً للثلوج وانزلاقات أرضية هائلة، مما عرقل عمليات الإنقاذ وأعاق جهود الإغاثة بشكل كبير.


من آثار الزلزال الذي ضرب اليابان في 1 كانون الثاني 2024 (أ ف ب)

حرائق تشيلي

في شباط 2024، اجتاحت حرائق الغابات مناطق واسعة في تشيلي، مودية بحياة 112 شخصاً، ومسفرة عن تدمير آلاف الهكتارات، بما في ذلك مناطق سكنية بالكامل. جاءت هذه الكارثة نتيجة موجة حر غير مسبوقة في البلاد وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.


من آثار الحرائق التي ضربت تشيلي في شباط 2024 (أ ف ب)


زلزال تايوان وبراكين إندونيسيا

لم تهدأ الطبيعة من غضبها خلال عام 2024، ففي نيسان، ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة جزيرة تايوان، مخلّفاً أربعة قتلى وعشرات الجرحى. أما في أيار، تعرضت جزيرة سومطرة الإندونيسية لكارثة جديدة، حيث اجتاحت الأراضي فيضانات مفاجئة مصحوبة بما يُعرف بـ"الحمم البركانية الباردة"، مما أدى إلى وفاة 43 شخصاً وسط أضرار جسيمة في المنطقة.


فيضانات مفاجئة مصحوبة بما يُعرف بـ"الحمم البركانية الباردة" في اندونيسيا في أيار 2024 (أ ف ب)

فيضانات اليمن

في أواخر صيف 2024، اجتاح غرب اليمن أمطار غزيرة تسببت في فيضانات عارمة، أدت إلى وفاة 12 شخصاً وفقدان أكثر من 20 آخرين، في مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة الكوارث التي ضربت المنطقة.


أمطار غزيرة تسببت بفيضانات عارمة في اليمن في أيلول 2024 (أ ف ب)

أعاصير فلوريدا

في أيلول 2024، اجتاح الإعصار "ياغي" شمال فيتنام، مخلّفاً وراءه 65 قتيلاً، ليُصنّف كأقوى إعصار يضرب آسيا خلال العام. ولم تمضِ أسابيع حتى ضرب الإعصار "هيلين" ولاية فلوريدا الأميركية أيلول أيضًا، متسبباً في وفاة 215 شخصاً وتدمير مناطق واسعة، مما جعله واحداً من أكثر الأعاصير دموية في تاريخ الولاية.

ولم تتوقف الكوارث عند هذا الحد، ففي 9 تشرين الأول، أعقب "هيلين" الإعصار "ميلتون"، الذي ألحق خسائر مادية ضخمة قُدرت بـ50 مليار دولار، ليُصنّف كإحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي اجتاحت فلوريدا منذ ما يزيد على قرن.


فيضانات إسبانيا 


مع اقتراب نهاية عام 2024، ضربت فيضانات مدمرة جنوب شرق إسبانيا في 30 تشرين الأول، حيث أودت بحياة 250 شخصاً وخلّفت دماراً هائلاً شمل تدمير طرق وجسور ومنازل، في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها المنطقة.


من اثار الفيضانات المدمرة التي ضربت جنوب شرق إسبانيا في تشرين الأول 2024 (أ ف ب)