بطاقة معايدة إلى مجهول، لمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السَّنة المباركة: "ميلاد مجيد وعام سعيد".
لم تصل، لأنَّ المرسل إليه مجهول، اسمًا وعنوانًا وزمانًا. عذرًا بابا نويل.
***
سؤال بريء
سأل طفل بريء: تهتمُّون، أيُّها السِّياسيُّون، بغدنا. مشكورة لكم نيَّاتكم ومساعيكم. ولكن هل تقصدوننا نحن، في خطبكم ومواقفكم، أم أنَّ من يرد في أذهانكم، هم أولادكم أنتم فحسب؟
نرجو منكم إفادتنا بالحقيقة، لأنَّنا تعلَّمنا من تجارب آبائنا وأجدادنا، ألَّا نُستغبى بعد اليوم، وألَّا ندعَ أحدًا يستحمرُنا، بخاصَّة إذا كان من طينتكم... وللعلم والخبر، نؤكِّد لكم أنَّنا، إلى نهلنا العلوم والمعارف في مدارسنا، نعتني بأظافرنا، تصليبًا وإطالةً، فهيِّئوا لحمكم لغرزاتها إذا خذلتمونا. "مش عم نمزح".
***
الآلام المشتركة
في تعريف مفهوم الأمَّة، إلى ارتضاء شعب ما على أرض ما في زمن واحد العيش معًا تحكمه آمال مشتركة، أنَّ الآلام المشتركة هي أيضًا عنصر أساس في تكوين هذه الأمَّة.
نحن شعب الجراح والخطر، مذ كان لبنان. ولكلِّ فئة لبنانيَّة جرح، إن لم يكن لكلِّ فرد. فلنتقاسم، نحن اللُّبنانيِّين، أفراحنا والأتراح، فنفسح في أجسادنا أمكنة لجراح جديدة، وفي صدورنا زوايا لرحمة بسيطة، كي نستحقَّ لبنان أمَّة، وإلَّا...!!!
***
شكوى الفعل
أبلغ فعل "زحف" إلى أئمَّة اللُّغة بخاصَّة، وكلِّ من كتب بعامَّة، رفضَه التَّامَّ لسوء استعماله، ماضيًا وحاضرًا وربَّما مستقبلًا! فهو وُجد للزَّواحف من الحيوان، وهذا موضع فِخاره، لا للبشر ولا سيَّما منهم السِّياسيِّين (أو السِّياسيُّون)!
***
ما كانت الحسناءُ
ما كانت تفعل نون النِّسوة بين مجموعة سياسيِّين… ذكور بحسب تذكرة الهُوِّيَّة؟ كانت، على ما أخبرت الفاعل المرفوع لفظًا وجبينًا وهامةً، تلقي على مسامعهم البيت الأخير من قصيدة خليل مطران، في مقتل بزرجمهر. إنَّها نونٌ حسناء، وقفت بينهم، هي أيضًا، سافرة.
***
في الحمرنة
إلى أهل الحلِّ والرَّبط الَّذين يستغشموننا، نحن الجماهير الغفورة، أو يستهبلوننا، أو يستوطون حيطنا، أو يديرونها معنا "حمصيَّة" و"بلجيكيَّة"، أو بالعربيِّ الفصيح يستحمروننا... نذكِّرهم بقرَّاديَّة الأب قدُّوم، وفيها من المعاني والعبر ما ينبغي لهم استخلاصه ومعرفته، علَّهم يفكُّون عن سمانا، بخاصَّة أنَّهم يندرجون في خانة "من لا يطاقون":
كلّ النّاس حْمير عْتاقْ
وْنِحْنَ كْمان مْن الجملي
ناسْ حَمْرِنْتُنْ ما بتنطاقْ
وْناسْ حَمْرِنْتُنْ مِحْتِمْلي.
***
جديدُ الحبِّ
تُهدي إليَّ دائمًا حضورَها الصَّارخَ فيَّ. وأمسِ أهديتُ إليها، في عيدِ ميلادِها، باقةَ وردٍ، و"أحبُّكِ"، وهذهِ القصيدة:
أَلْحُبُّ مَرْسَاتِي وَأَشْرِعَتِي
وَمَرَاكِبِي تَمْضِي... وَمَا مَضَتِ
وَالْبَحْرُ أَنْتِ... أُحِبُّهُ سَفَرًا
وَمَدًى يُعَانِقُ شَوْقَ مِحْبَرَتِي
بِالشِّعْرِ كَمْ رَوَّيْتُ صَفْحَتَهُ
وَقَصائِدي... لَا بَعْدُ مَا ارْتَوَتِ!
***
السُّوق العتيق
أمسِ، ذهبْتُ إلى عينيكِ
قاصدًا سوقَ الدَّمعِ العتيق.
سألْتُ عن دمعةٍ
خبَّأْتُها ليومِ حُزنٍ كبير.
ابْتَعْتُها لكِ
فَمَزَّقْتِها.
وَتناثَرَتْ على خَدَّيكِ
ذِكْرَياتٍ وأصداء.
وعدْتُ إِلى عينيكِ وردةً
من حُبٍّ ونارٍ
وكثيرٍ كثيرٍ منَ الجنون.
***
جديد الجاهليَّة:
(عشيَّة جلسة الانتخاب الرِّئاسي)
فِي "الْبَرْلَمانِ" كُلُّهُمْ عَنْتَرَهْ
ذَا يَمْتَطِي الْقَوْلَ... وَذَا أَبْجَرَهْ.
وَفِي الْوَغَى اطْلُبْهُمْ تَجِدْ أَرْنَبًا
عَشَاؤُهُ تَأْكُلُهُ... قُبَّرَهْ!
***
مِكَرٍّ مِفَرٍّ...
عَلَى رَأْيِ الْقَبِيلَةِ، يَا زَعِيمَا
وَقَفْتَ وَكَمْ بَدَوْتَ لَهَا عَظِيمَا
وَحِينَ دَنَا أَوَانُ الْفِعْلِ، قَالَتْ:
عَظِيمٌ... وَهْوَ يُدْبِرُ مُسْتَقِيمَا؟
***
بَعْضٌ عَلَى بَعْضِ
إِنْ شِئْتَ تُرْضي فَمَنْ مِنْهُمْ، تَرَى، تُرْضِي
أَلْجَاهِلَ؟ الْحَاقِدَ؟ الْمُسْتَزْلِمَ؟ الْمُغْضِي؟
دَعْهُمْ وَشَأْنَهَمُ يُرْغُونَ في زَبَدٍ
وَالْبَحْرُ يَلْفُظُهُمْ بَعْضًا عَلَى بَعْضِ...
***
بالعربي الفصيح
واهمٌ من يظنُّ أنَّ التاريخ يكتبه المنتصرون، على ذوقهم. فقد فاته أنَّ ما من مخفيٍّ إلَّا ويظهر. هذا ما علمنا إيَّاه التَّاريخ، ولو "تآمر" طويلًا مع كتَّابه وصانعيه.