أفادت دراسة صينية بأن الوخز بالإبر يساعد على الخروج من دائرة الإدمان من خلال تقليل الرغبة في استخدام العقاقير المضادة لاضطراب استخدام المواد الأفيونية.
وأوضح الباحثون بجامعة "قوانغتشو" للطب الصيني، أنَّ النتائج التي نُشرت أخيراً، في دورية "حوليات الطب الباطني" تدعم النظر في استخدام العلاج بالوخز بالإبر؛ لتقليل جرعة الميثادون بالنسبة إلى المرضى الذين يخضعون للعلاج ببدائل الأفيون.
والوخز بالإبر هو تقنية علاجية من الطب التقليدي الصيني تتضمّن إدخال إبر رفيعة جداً في نقاط محددة من الجسم؛ لتحفيز الشفاء الطبيعي وتخفيف الألم وتحسين الوظائف الجسدية.
وعادة يخضع الأشخاص للعلاج ببدائل الأفيون أو الميثادون، التي تُستخدم أيضاً بوصفها مسكنات للآلام، لأسباب تشمل تقليل الاعتماد على الأفيونات غير القانونية مثل الهيرويين؛ ما يقلل من المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات.
كما يوفر الميثادون وأدوية أخرى تأثيرات مشابهة للأفيونات بجرعات محسوبة وتحت إشراف طبي؛ ما يساعد على تخفيف أعراض الانسحاب المؤلمة التي يعاني منها المدمنون عند محاولة التوقف عن تعاطي الأفيونات.
ويُسهم العلاج ببدائل الأفيون في الحدّ من السلوكيات الضارة المرتبطة بالإدمان مثل الجريمة، والانحرافات السلوكية، واستخدام الإبر غير المعقّمة؛ ما يقلّل من انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد. كما يُسهم في استقرار الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للمدمنين؛ ما يمكّنهم من إعادة بناء حياتهم والعمل على تحقيق الاستقرار المالي والعاطفي.
وخلال الدراسة، قسّم الباحثون المشاركين بصورة عشوائية إلى مجموعتين، تلقت الأولى العلاج بالوخز بالإبر، في حين عُولجت الثانية بدواء وهمي، 3 مرات في الأسبوع لمدة 8 أسابيع؛ لتقييم فاعلية العلاج بالوخز بالإبر في تقليل جرعة الميثادون.
وركّز الباحثون بصفة خاصة على تقليل جرعة الميثادون بنسبة %20 أو أكثر، مقارنة بخط الأساس وتخفيض درجة الرغبة في تعاطي الأفيون.
ووجدوا أن العلاج بالوخز بالإبر أسفر عن تحسينات كبيرة في تقليل جرعة الميثادون، وتخفيض درجة الرغبة في تعاطي الأفيون؛ ما يمكن أن يساعد المرضى في تجنب الانتكاسات والتقدم نحو التعافي الكامل.
وقال الباحثون إنَّ هذه النتائج يمكن أن تكون جزءاً مهماً من استراتيجية شاملة للتغلب على الإدمان وتحسين فاعلية العلاجات الحالية.
وأضافوا أنَّ الوخز بالإبر يُعد بديلاً طبيعياً وآمناً يمكن أن يكمل العلاجات الدوائية التقليدية؛ ما يوفّر خيارات أوسع للمرضى والأطباء في معالجة الإدمان.