هي نهاية اسبوع وبداية عام مفخخة بجلسة عمل لحكومة لم تعمل خلال زمن العز والتوافق فقررت العمل في زمن عز فيه التوافق. لم ينته العام بتصاعد الخلاف ولا بتهدئة، وجهان لعملة واحدة كانت تتمثل بإطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي حال بينه وبينها وعكة صحية المّت به. وعكة حالت دون اشتعال او اخماد وابقت الجمر على حاله. ثاني الثنائي رئيس مجلس النواب نبيه بري دق ناقوس الخطر معتبراً ان حالة الفراغ في رئاسة الجمهورية تحتمل بضعة اسابيع لا أشهراً وحالة البلد بالويل بل هي على النار.

وهي النار التي تسعّر ألسنتها الردود مباشرة او عبر ألسنة اخرى على كلام من هنا او تصريح من هناك. وفي هذا الإطار يمكن التوقف عند ما قاله الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون لجهة تحميل بري مسؤولية عرقلة عهده واتهامه بوضع يده على السلطات الأخرى. ورد بري بأن عون وعد اللبنانين بجهنم ووفى.

نار يمكن ان تكون شرارتها تعليمة السباق الى عقد جلسة حكومية، اصبحت بمتناول المراهنين على تصعيد لا بد ان يستدرج تدخلات خارجية ومبادرات حوارية مرجحة اقليميا برعاية دولية. وتبدو ملاعب قطر التي لم يتم تفكيكها جاهزة لاستضافة تصفيات الفرق اللبنانية، وهي تصفيات من المتوقع ان تحسمها الاهداف الترجيحية بلاعبين خارجيين. التحمية في بيروت وتسجيل الاهداف في قطر والتصعيد الامني يستلزم رئيساً عسكريا او هكذا يراد لنا جميعاً ان نقول.

بتأجيل كلام نصرالله، فترة سماح ينشط خلالها المروجون لمرشح غير مرشحه المضمر. وهكذا يحلو اعتبار اطلاق نار من هنا غضباً او من هناك فرحاً مؤشرات تمهد الطريق للنار الموعودة بها البلد في حال لم يتم التوافق على رئيس جديد للجمهورية. ومن المؤكد انه لا يمكن وفق ما يرجوه البعض كسرا لإرادة البعض الاخر ان ينتهي بتكليف وتشكيل.

الليلة يودّع اللبنانيون سنة بل سنوات من الازمات والتعطيل يحتفلون لساعات لن تستمر طويلاً. فالسنة الطالعة مظلمة باردة ونارها التي نسمع عنها ليست للنور ولا للتدفئة.