يرى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن لا "مؤشرات توحي باتّساع جبهة القتال في جنوب لبنان مع العدو الإسرائيلي، وأنّ واشنطن ضدّ هذا الاتساع"، مؤكّدًا في الوقت عينه جهوزية "الحزب" التامّة للتصدّي لأيّ عدوانٍ "إسرائيلي- أميركي" شامل ضدّ لبنان.
كلام قاسم جاء في لقاءٍ نظّمته، أمس، "الرابطة الدولية للخبراء والمحلّلين السياسيين" في المركز الصحّي الاجتماعي في محلة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، تحت عنوان: "حزب الله والتحوّلات الإستراتيجية: الجبهة الشمالية بين الإسناد والاستنزاف"، مجدّدًا التأكيد أنّ "المقاومة الإسلامية ماضية في القتال على جبهة الجنوب، ما دام العدو الصهيوني يمعن في إبادة الشعب الفلسطيني"، لافتًا إلى أنّ "المعركة راهنًا، هي بين محور يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ومحور يبذل أغلى التضحيات لتحرير فلسطين". ويجزم نائب قائد المقاومة أنّ "النصر حليفها في نهاية المطاف، مهما بلغت الغطرسة الإسرائيلية".
قاسم: "المقاومة تسعى دائمًا إلى طمأنة المسيحيين، وإقناعهم بأحقّية جبهة الإسناد في الجنوب، وتخفيف النقمة لديهم".
وتطرّق قاسم أيضًا إلى الوضع الداخلي اللبناني، وتأثير دخول "حزب الله" المعركة إلى جانب حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تواجه "إسرائيل"، فأكّد "أننا لسنا خائفين من بروز نقمة لدى الشارع الشيعي، نتيجة الإجرام الإسرائيلي في حق المواطنين اللبنانيين الذين تستهدفهم الاعتداءات الإسرائيلية، التي تؤدّي بدورها إلى ارتقاء الشهداء وتدمير المباني وحرق الأراضي الزراعية وسواها". ويقول نائب الأمين العام لحزب الله: "الزعلان أكتر من الراضي عند الشيعة، ممن يريدون الانخراط في القتال، "والعيلة اللي ما فيها شهيد، صار عندها خجل"، على حد قول قاسم.
في ما يتعلّق بالشارع المسيحي، يلفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" إلى أنّ الوضع مختلف، وأن المقاومة تسعى دائمًا إلى طمأنة المسيحيين، وإقناعهم بأحقّية جبهة الإسناد في الجنوب، وتخفيف النقمة لديهم"، على حدّ تعبيره.
أمّا بالنسبة إلى الشارع السنّي، فيقول قاسم "إنّنا في أحسن الأحوال، فنحن كنّا ولا نزال في قلب القضية الفلسطينية، القضية المتقدّمة لدى أهل السنّة". ويضيف: "الفتنة المذهبية صارت في الوادي، وجلّ أهل السنّة مع قرار دخولنا المعركة". ويتابع: "ما نفعله في الجنوب هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي، وفقًا لقناعتنا".
في الشأن الرئاسي، لا يرى قاسم تسوية قريبة في المنطقة تشمل لبنان، وتفضي إلى إنهاء الشغور الرئاسي وتعيد دورة مؤسسات الدولة فيه، معتبرًا أنّ المشكلة في استمرار هذا الفراغ، هو تعنّت الفريق الرافض للحوار الرامي إلى التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية. ويختم: "حقيقة الوضع هي أنّ هناك فريقاً لبنانياً لديه مرشّح ثابت للرئاسة الأولى، وآخر يبحث عن خيار ثالث ليس إلّا".