سريعاً انجلت الوعكة الصحّية التي ألمّت بسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، أمس الأربعاء، بعدما منعته من المشاركة في جولة سفراء اللجنة الخماسية التي كان لها محطة بارزة في بنشعي في دارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المرشّح الرئاسي المعلن الوحيد حالياً بعد انسحاب مرشح التقاطع جهاد أزعور.
من حيث الـ"LOOK"، فقد بدا البخاري بكامل أناقته بما لا يوحي أنّ وعكة صحّية منعته أمس من النهوض من فراشه. وقد عزت أوساط مراقبة ذلك، إلى أنّ غياب البخاري عن بنشعي رسالة تحمل كلمة "فيتو" أرادت أن توصلها الرياض إلى مرشح الثنائي الشيعي، في حين اعتبرت أوساط أخرى أنّ السبب هو الحساسية المُفرطة التي تحكم علاقة البخاري بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون من جهة ثانية منذ أن سبقها إلى معراب عقب زيارة سفراء الخماسية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وما أثير بعدها في الاعلام حول خلاف بين الطرفين على قيادة مجموعة سفراء الخماسية خرج إلى العلن.
بين الفراغ والتصويت نفضل التصويت وفق أيّ مبادرة رئاسية
من جهتها، أفادت معلومات لـ"الصفا نيوز" بأنّ اللقاء اتّسم بكثير من الود، وتحديداً بين البخاري وباسيل، إذ "شدّد السفراء خلال اللقاء على أنّ الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق لبناني صرف لا نتدخل فيه إنّما نسعى إلى انهاء الشغور الرئاسي".
بدوره، قال باسيل: "لا يزعجنا أن تقولوا من دون إصلاح لن نساعد لبنان بل على العكس من ذلك"، مضيفاً: "بين الفراغ والتصويت نفضل التصويت وفق أيّ مبادرة رئاسية يقودها أيّ فريق سياسي سواء أكان تكتل الاعتدال الوطني أو غيره، ولكن ما يهمّنا هو النتيجة لا التفاصيل، ولهذا السبب طلبنا شيئاً مكتوباً وفق آلية واضحة تفضي إلى إنهاء الفراغ الرئاسي".
وتابع: "ليس لدينا مرشح حالياً. ومستعدون للانفتاح على أكثر من اسم بشرط أن يقوم البرنامج الرئاسي على بناء الدولة وحماية لبنان"، كذلك من الأمور التي تمّ البحث فيها كانت الرسالة التي وجهها رئيس التيار إلى سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول المشاركة في اليونيفيل وأعضاء اللجنة الخماسية ودولة الفاتيكان والاتحاد الأوروبي، والتي تنصّ على أهمّية عدم الربط بين الوضع على حدود لبنان الجنوبية ومجريات الحرب الدائرة في غزّة.
وهنا استفاض باسيل في الشرح، لافتاً إلى أنّ أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يُقرر في الأمم المتحدة يجب أن يُذكر فيه لبنان، على خلاف ما حصل في آذار الفائت حين اتُّفق على وقف اطلاق النار في غزة من دون الإتيان على ذكر لبنان".
في المقابل، تشدّد مصادر التيار لـ"الصفا نيوز" على أن قنوات التواصل بين حزب الله والتيار مفتوحة، ولا تقتصر على البحث في الوضع الأمني أو الحدودي، إنّما ستكون شاملة على أعلى المستويات، لافتة إلى أنّها دائماً تلمس حرصاً متبادلاً من الطرفين، التيار والحزب، على استمرار العلاقة بينهما. أمّا بشأن العلاقة المستجدّة مع حركة أمل، فتوضح أنّ التيار لطالما انتهج سياسة الانفتاح على الجميع، متمنيةً أن تصل إلى النتيجة المرجوة على الصعيد الرئاسي والأمور الأخرى.
إلى ذلك، بدا غياب السفيرة الأميركية عن لقاء البياضة مبرّراً، خصوصاً أنّ باسيل لا يزال على لائحة العقوبات الأميركية، وقد أخذت جونسون تستعيض من وقت إلى آخر عن لقاء باسيل بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تتطابق رؤيته للمشهد اللبناني اليوم مع رؤية باسيل بنسبة 100%، إذ تبدّت لعون أخيرأً أهمية بناء علاقة جيدة مع الإدارة الأميركية الحالية، لن تكون، حتماً، على حساب اقتناعاته الوطنية، بعد الصفحة التي فتحها عقب توقيعه اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الموفد الأميركي آموس هوكستين. هذا الاتفاق الذي يعتبره عون نفسه من أهم منجزات عهده.
توازياً، ترى أوساط مراقبة أن مرحلة "الإحماء" التي تسبق نزول اللاعبين إلى الملعب قد بدأت، يبقى أن يصفّر الحكم معلناً انطلاق "مباراة ودية" بين اللبنانيين تأتي برئيس للجمهورية يعيد انتظام المؤسسات الرسمية، كل ذلك فور انتهاء الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة من غزة مروراً بلبنان والعراق وسوريا واليمن وصولاً إلى إيران.
في غضون ذلك، زار فرنجية بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معرباً عن تمنياته "بانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد". وقال "لا أرى أنّ ترشيحي يضرب العملية الديموقراطية في انتخاب الرئيس، بل يكرّسها، وأنا المرشحّ الوحيد المعروفة خلفيته"، مشيراً إلى أنّ "حضور البخاري في اللقاء مع باسيل علامة جيدة، وأمس لم يحضر الاجتماع معنا بعذر مرضي، وهذا حقّه، وبيتنا دائماً مفتوح، وخصوصاً للسعودية.