غداً، عيد الحبّ. رغم أنّ العيد يصادف ذكرى حزينة هي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإنّ الشعب اللبناني اعتاد الأزمات وتأقلم معها، وراح يبحث في كلّ مناسبة عن متنفس يخرجه من واقعه الأليم. فرغم الأزمة الاقتصادية العاصفة في البلاد، وحزمة الضرائب القاسية في الموازنة الجديدة، ورغم الوضع الأمني الصعب، يستعدّ اللبنانيون للاحتفال بعيد الحب، كلّ على طريقته. فقسم حجز في سهرة غنائية، وآخر في عشاء رومانسي، في حين وجد آخرون في بيوت الضيافة والـ bungalow ملجأ للراحة بعيداً عن الضجيج. وقد افتتح عيد الحب باكراً هذا العام، إذ بدأت الحفلات واللقاءات منذ مطلع الشهر الجاري، لوقوع العيد في منتصف الأسبوع، ولارتباط بعض الفنّانين بسهرات خارج لبنان.
سهرات الفنانين وأسعار البطاقات
وفي جولة لـ "الصفا نيوز" على حفلات عيد الحب وأسعار البطاقات، يظهر أنّ معظم مطربي لبنان، وعلى وجه الخصوص، الذين هم في الصفّ الأول، فضّلوا إحياء حفلاتهم خارج البلاد، بينما بقي قسم قليل منهم في لبنان وعلى رأسهم مروان خوري الذي افتتح شهر الحب في حفل ضخم أقامه في كازينو لبنان في 10 شباط ورافقه الموسيقي غي مانوكيان، وسيكون لخوري 4 حفلات أخرى في هذا الشهر، كان قد أعلن عنها عبر حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكما خوري، اختار ملحم زين أيضاً ليلة 10 شباط لحفلته بمطعم "أوريزون" في مدينة جبيل. ومثله فعل معين شريف في مطعم "بحيرة بنشعي" وسعد رمضان وماهر جاه في مطعم "أديب بالاس" في ريفون. واختار زياد برجي مطعم "كولت" في بيروت للاحتفال بالمناسبة. بينما هواة الطرب الأصيل على موعد مع شادي جميل في مطعم "أطلال بلازا" بمنطقة طبرجا في 16 شباط.
نجوم مصريون في لبنان
في المقابل، يستعدّ نجوم الغناء في العالم العربي لإقامة حفلات في لبنان خلال هذا الشهر، مع إقبال كوكبة منهم استقدمهما متعهّدو الحفلات ليمضي معها اللبنانيون سهرة حب لا تشبه ما سبقها، إذ سيكون الجمهوران اللبناني والعربي على موعد سنوي غني بالحفلات الفنية الممتدة طوال هذا الشهر.
ونشر الفنان هاني شاكر عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام" مقطع فيديو كشف فيه عن الحفل الغنائي المقرر إقامته اليوم، في 13 شباط، بفندق "كورال بيتش بيروت"، ويقدم فيه مجموعة من أشهر أغنياته القديمة والجديدة التي يتفاعل معها الجمهور. أما ثمن بطاقات الدخول، فيراوح بين 50 و400 دولار.
وتستعد الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب لإحياء حفلة عيد الحب في لبنان يوم 17 شباط المقبل، في "فوروم دو بيروت". وستغنّي باقة من أغنياتها الجديدة والقديمة، خصوصاً تلك التي تصدّرت "الترند" في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتراوح أسعار البطاقات من دون عشاء بين 50 و150 دولاراً، أمّا سعر البطاقة مع العشاء، فيراوح بين 250 و600 دولار.
وكان من المقرر أن تحيي الفنانة المصرية روبي حفلة يوم 17 شباط في ملهى "O Beirut" بمنطقة أنطلياس، وكانت ستقدم طائفة متنوعة من أغانيها ومن ضمنها "3 ساعات متواصلة". إلّا أنّ الحفلة أُلغيت لضعف الإقبال على شراء التذاكر بحسب ما أشيع، إلا أنّ معلومات أخرى نفت ما تم تداوله، وأكدت أن الجمهور اللبناني متشوق للقاء روبي، لكنّ أسباباً خارجة عن إرادة الجهة المنظمة حالت دون إقامة الحفلة. وكانت أسعار بطاقات سهرة روبي، التي تحظى بشعبية بين الشباب اللبنانيين، تراوح بين 100 و 300 دولار.
كان لـ"الصفا نيوز" لقاءات مع بعض متعهدي الحفلات، الذين كشفوا أنّ الإقبال كبير هذا العام، خصوصاً على حفلات المطربين المصريين. فلهؤلاء جمهور واسع في لبنان. حتّى أنّ بطاقات بعض تلك الحفلات نفدت، ومنها حفلة هاني شاكر.
واعتبر المتعهدون أنّ "قدوم نجوم مصريين إلى لبنان لإحياء سهرة عيد الحب، له الكثير من الدلالات، وأهمّها أنّ لبنان لا يزال رغم كلّ الظروف القاسية التي يمرّ بها بلد السهر والحفلات والفرح، وهو قادر على جذب الفنانين وروّاد السهر، عدا أنّ ثقة النجوم لم تتزعزع به بفضل العمل الدؤوب الذي يقوم به متعهدو الحفلات ورهان المستثمرين وأصحاب الفنادق على أنّ هذا البلد سينهض من جديد". ونوّه المتعهدون بالرواج الكبير الذي نالته حفلة كلّ من مروان خوري وملحم زين، لأنّ الإقبال فاق التوقعات، أمّا أصداء الحفلتين فضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي.
مهما تعددت أساليب الاحتفال بعيد الحب، يبقى جوهر العلاقة بين الشريكين هو الأساس
أجواء ضحك في عيد الحب
أمّا لمن يبحث عن أجواء الفرح والضحك في عيد الحب، فيحيي مطعم “H Village” سهرة كوميدية ليلة 13 شباط مع طوني أبو جودة وأريج الحاج وندي أبو شبكة، أمّا في 15 شباط، فتعرض فرقة “عَ كعبا” عملها الكوميدي في نفس المطعم، ويحيي مقدم البرامج هشام حداد سهرة كوميدية ترافقه أمل طالب في “H Village”، ليل 17 شباط، وتراوح الأسعار بين 25 و60 دولاراً، ويطل الكوميدي جون أشقر في ملهى “أو بيروت” ليلة 14 شباط.
ماذا عن المطاعم؟
ولمحبّي السهرات الهادئة، تستقبلكم مطاعم لبنان بعشاء a la carte أو formule حسب الطلب، ويبدأ السعر من 25 دولاراً وقد يصل إلى 100 دولار للشخص الواحد.
وفي حديث مع بعض أصحاب المطاعم في منطقة بيروت وجبيل، أكّدوا أنّ الحجوزات "مفولة" حتّى آخر الأسبوع المقبل، وهو ما يدلّ على ثقة الناس بجودة الطعام المقدّم والخدمة العالية وجمال الأجواء. كما يثبت مرّة جديدة أنّ اللبناني "عيّيش".
"الهدية من 20$ وطلوع"
وبجولة سريعة على محالّ الورود، لوحظ تفاوت الأسعار بين محل وآخر، إذ يبدأ سعر الوردة الواحدة بـ20$، ويرتفع حسب الطلب إلى الـ500$ وأكثر. أمّا "الدبدوب" الأحمر فيراوح سعره بين 50 و 150$. كما تلقى علب الشوكولا المزينة بالورود والتي تأتي بأشكال وألوان مختلفة، رواجاً واسعاً في صفوف العشاق وتبدأ أسعارها من 25$ وتصل إلى الـ100$ أو أكثر حسب الطلب.
وكان قد شدد أصحاب بعض محالّ الورود في سدّ البوشرية وجديْدة في حديثهم إلى "الصفا نيوز" على الإقبال الكثيف الذي تشهده متاجرهم من قبل العشاق الذين تهافتوا على شراء الهدايا رغم الأزمة.
بيوت الضيافة لمحبّي الهدوء
وأخيراً تبقى بيوت الضيافة والـbungallows خياراً يلجأ إليه الكثيرون، خصوصاً من يريد الاختلاء مع الشريك بعيداً عن صخب المدينة وزحمة الناس. وتقدم هذه المنازل بتصاميمها الفريدة تجربة مميزة وفاخرة، تنقلكم إلى عالم آخر، مليء بالسحر والجمال والدفء. أمّا الأسعار فتبدأ من 50$ لليلة الواحدة وتصل إلى 300$.
وعن الحجوزات يقول أصحاب بعض بيوت الضيافة أن "معظمها في أيام عطلة نهاية الأسبوع والطلب كثيف على أيام السبت، وهو أمر طبيعي لكون أغلب المواطنين يصعب عليهم المبيت خارج المنزل خلال الأسبوع لارتباطهم بوظائف في اليوم التالي. إلاّ أنّ 14 شباط الذي يصادف يوم أربعاء فقد حجزت جميع بيوت الضيافة فيه، لكونه يوم عطلة رسمية".
مهما تعددت أساليب الاحتفال بعيد الحب، يبقى جوهر العلاقة بين الشريكين هو الأساس، فمن كان حبّه حقيقياً تصبح الهدايا والسهرات مجرّد إضافة تنشّط العلاقة، ومن كان حبّه غير حقيقي فكلّ هدايا الدنيا لن تغنيه عن مشاعر الحنان والعاطفة والأمان التي يؤمّنها الحب. إذاً، مهما كان خياركم أو طريقتكم للاحتفال بعيد الحب، اجعلوا من هذه الذكرى مناسبة للتحدث بصدق عمّا في داخلكم مع الشريك، والتفكير في كيفية تطوير العلاقة، والتخطيط لمستقبل أجمل.