داود ابراهيم
بلامبالاة حيناً واولويات مختلفة احياناً وعن سبق اصرار غالباً يتعامل الخارج مع مستجدات الازمات اللبنانية المتعددة. ويتدرج هذا الموقف من رفض للبحث في الازمة إلى تأجيل هذا البحث وصولاً الى الضغط لإبقاء الحال على ما هي عليه.
تعاني البلاد من شغور رئاسي منذ نحو شهرين، في ظل توقعات ألا يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المدى المنظور. رغم دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى 10 جلسات كانت بطلتها الورقة البيضاء. مجلس النواب يبدو عاجزاً في هذا المجال كما لبنان العاجز في كل المجالات.
داخلياً لا أكثرية مطلقة في مجلس النواب الجديد، تتيح لأي من الفرقاء إيصال مرشحه أو مشروعه الى سدة الرئاسة. لكل كتلة نيابية مرشحها المعلن أو المضمر وهي تنتظر فرصة ما لطرحه أو للإحجام عن دعمه.
خارجياً كلام كثير ولا نتائج تذكر. من دون إغفال ان بعض هذا الخارج لديه شروطه الخاصة للقبول بهذا المرشح او ذاك. من رفض لمشروع حزب الله وصولاً إلى المطالبة بمواجهته. للخارج شروطه لإطلاق عجلة النهوض بالواقع اللبناني من خلال تسهيل التوافق على مرشح رئاسي. والكلام عن تسهيل يعني الإيعاز للحلفاء في الداخل القبول باسم او مواصفات او رفضها، بما يؤدي الى جمع الغالبية المقررة في تحديد هوية لبنان عبر رئيسه في المرحلة المقبلة. تواصل بين الفرنسيين والسعوديين من جهة وبين الفرنسيين والأميركيين من جهة، زيارات لبنانية الى قطر التي تتولى نقل رسائل في اتجاهات مختلفة. تبدو مسألة انتخاب رئيس للجمهورية او التوافق الدولي والاقليمي والمحلي على مرشح للعب هذا الدور أشبه بطبخة بحص.
مرشح من خارج الاصطفافات، مرشح توافقي، مرشح غير سياسي، مرشح ضمانة ومرشح مشروع أو حزب. مرشح مع خريطة طريق تشمل رئاسة الحكومة والحكومة وبرنامج عمل متكامل، مرشح يلتزم بالحوار والتشاور أو مرشح يعلن تأييده أولاً للقرارات الدولية ومطالب الخارج. هكذا يبدو السباق الرئاسي في لبنان، وعلى كثرة العناوين لا تظهر حتى اللحظة حظوظ المتسابقين.
وطن ينادي شعبه أو شعوبه بالحرية والسيادة والاستقلال ويؤكد على رفض الهيمنة الداخلية والخارجية، ينتظر توافقاً دولياً على تحديد مواصفات من سيتولى منصب رئيسه. وطن ينتظر قادة احزابه وجماعاته إشارة من هنا أو من هناك للبناء على الشيء مقتضاه، بغياب القدرة على المبادرة والفعل سيبقى المشروع عبارة عن رد فعل قد لا يأتي.
فهل يحمل مطلع العام الجديد رئيساً جديداً للبلاد بعدما لم يأتِ عيد الميلاد بهذه الهدية للبنانين الذين ينتظرون على أمل؟