نشرت جمعية اليازا عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي التقرير الصادر عن "world index" والذي يُظهر أنّ لبنان هو البلد الأسوأ لقيادة السيارات فيه. وما إن انتشرت الدراسة حتّى غزت المواقع الالكترونية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي من دون التدقيق بالمعايير التي اعتمدت للوصول إلى هذه النتيجة.
من جهته، موقع "الصفا نيوز" قرّر التحقق من الموضوع، سائلاً رئيس ومؤسس جمعية اليازا الاستاذ زياد عقل عن معطيات هذه الدراسة والذي يؤكّد أنَّ الجمعية نشرتها على صفحاتها من باب المصداقية العلمية من دون تبنّي المضمون.
يقول عقل: "إنَّ التقرير غير دقيق وهناك دول أخطر وأسوأ من لبنان بأرقام الضحايا، والتي تُحسب كنسبة مئوية مقارنة بعدة عوامل وهي (عدد المركبات والسكان والمسافات المقطوعة)، كما توجد دول جيدة نسبياً مثل أميركا وكندا وأستراليا والتشيك وهي مذكورة ضمن "لائحة أسوأ-20 دولة" التي انتشرت، بينما يوجد دول اخرى أسوأ وأخطر منها بكثير! مثل غالبية دول افريقيا، أميركا الجنوبية، وسط وجنوب أسيا، وحتّى روسيا.
ويضيف رئيس اليازا: "مما لا شك فيه أنّ الوضع سيئ جداً نتيجة وجود مسؤولين غير مسؤولين عن السلامة المرورية، لكن بالطبع هناك دول عدة وضعها المروري أسوأ بكثير من لبنان منها مصر، الهند، بنغلادش، الكونغو وغيرها"، معتبراً أنّ هذه الدراسة تسوّق لصورة سيئة عن لبنان من دون الإستناد إلى واقع علمي كافي خصوصاً أنّها شملت 60 دولة فقط من أصل 200، مستغرباً كيف لجأت بعض وسائل الإعلام إلى تبنّي مضمون الدراسة من دون الاستفسار عن مدى مصداقيتها.
زيادة نسبة حوادث السير 22.3 في المئة
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا حوادث السّير في لبنان العام الفائت 2023، حيث بلغ 439 ضحيّة مقابل 359 ضحيّة في 2022 و419 ضحيّة في العام 2021، أي بزيادة نسبتها 22.3 في المئة. في المقابل، كانت نسبة الزّيادة في عدد الحوادث 9 في المئة، وفق الدوليّة للمعلومات. أمّا هذا العام فقد سجّل إلى حين إعداد هذا التقرير 51 حادثاً راح ضحيتهم 10 أشخاص وجُرح ما لا يقل عن سبعين آخرين.
وفي فصل الشتاء توثر عوامل الطقس بارتفاع نسبة حوادث السير، لذلك كانت اليازا قد نشرت لمتابعيها ارشادات القيادة وجاءت على الشكل الآتي.
- التخفيف إلى سرعة تتناسب والحالة الموجودة وترك مسافة أمان كافية في الأمام.
- تخفيف السرعة على التجمعات المائية تفادياً لشرود المركبة وأذية الآخرين.
- عند هبوب الرياح القوية، يجب الانتباه للدراجين الذين قد تؤرجحهم الرياح. كما يمكن أن تشكل الرياح الشديدة خطراً كبيراً على السيارات الخفيفة عند تلاقيها مع الحافلات والشاحنات المسرعة أو تجاوزها لها حيث تجنح السيارة عن مسارها.
- عند حدوث الإنزلاق فجأة يجب: المحافظة على رباطة الجأش، رفع القدم عن دواسة الوقود، عدم الفرملة، وإدارة المقود عكس اتجاه الإنزلاق.
- ضرورة استعمال الـ"أنتيجل" مع مياه الرادياتور على مدار السنة.
- التأكد المستمر، وخاصة في فصل الشتاء، من صلاحية مسّاحات الزجاج الأمامي، والخلفي إن وُجدت، ومن حسن أداء جهاز بخ المياه.
- ترك النوافذ مفتوحة قليلاً تلافياً لتشكل غشاوة ضبابية على الزجاج من الداخل أو استخدام جهاز التدفئة، وتشغيل الجهاز الخاص بإزالة غشاوة الزجاج الخلفي.
- التأكد من سلامة الإطارات والأنوار والفرامل والبطارية والدينامو والبوجيات، وتغيير الأحزمة التي تصدر صريراً عند التشغيل أو أثناء السير.
- التأكد من خلو العادم (الإشابمون) من أية ثقوب قد تؤدي إلى تسرّب غاز أول أوكسيد الكربون(co) المميت إلى حجرة القيادة.
القيادة في الضباب
قد يتشكل الضباب في أي وقت من السنة خصوصاً في ساعات الصباح أو المساء، ولكن في فصل الشتاء يتشكل الضباب الكثيف بكثرة على المرتفعات، مسبباً ضُعف بالرؤية وصعوبة تقدير المسافات والسرعات. لذلك، يجب التصرف كالآتي:
- تخفيف السرعة لتتناسب مع الرؤية بحيث يمكن التوقف ضمن مسافة الرؤية.
- ترك مسافة إضافية في الأمام وعدم الاعتماد على السائق الأمامي أثناء السير.
- إستخدام الضوء المنخفض، يفضَّل اللون الأصفر، والبقاء في وسط المسار.
- إنارة مصباح الضباب الخلفي الأحمر إذا وُجد، وإطفاؤه فور انقشاع الضباب.
- إذا اضطر السائق للوقوف وانتظار تحسن الحالة، يجب عليه إيجاد مكان آمن وترك أنوار الطوارئ الرباعية مضاءة
ومن الحكمة إخبار الأهل قبل الذهاب إلى مكان بعيد، بموعد الانطلاق والوقت التقريبي للوصول. ويجب تعبئة خزان الوقود وحمل ملابس إضافية مع كمية كافية من الطعام المعلب وماء للشرب وهاتف نقال، بالإضافة إلى علبة إسعافات أولية ورفش صغير وسلاسل معدنية وإطار احتياطي صالح مع عدة كاملة مناسبة.
أخيراً السرعة والإهمال هما من أبرز مسببات الحوادث عالمياً. أما في لبنان فهناك مسببات أخرى أكثر خطورة منها عدم وجود لوحات تحذيرية ووضع الطرقات المتردي بفعل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، لذلك يجب علينا ان نأخذ الكثير من الحيطة والحذر أثناء القيادة.