حصلَ تغييرٌ بارزٌ في آراء الكثير من الفنّانين الأجانب، من تأييدٍ صارخٍ لإسرائيل في عملياتِها العسكريّة إلى الدّعوةِ لوقفٍ فوري للعمليات، وتزامنَ هذا التغيير مع كشفِ كذب الإدّعاءات الإسرائيليّة حولَ 7 تشرين الأول.

شكّل موقف الفنان الكندي من أصول أثيوبيّة أبل تسفاي "ذا ويكيند" دليلاً قاطعاً على التحوّل في آراء المشاهير الأجانب حول الحرب على غزة، فقد تبرّع "ذا ويكند" الأسبوع الماضي بمليونين ونصف مليون دولار لصالح الجهود الإغاثيّة في القطاع. وليسَ وحدهُ مَن تغيّرت مواقفه بل كثر من المشاهير العالميين وبشكل خاص نجوم هوليوود الذين صاروا يتكلّمون بطريقة مغايرة تماماً لما كانت في شهر تشرين الأول، ويترافقُ ذلك مع كشفِ كذبِ الإدّعاءات الإسرائيليّة حول "قتل الأطفال واغتصاب الأسيرات الإسرائيليات وقطع الرؤوس" في 7 تشرين الأول.

المغني "ذا ويكند" يتبرع بمليونين ونصف مليون دولار لغزة

تحوّلَ عددٌ كبيرٌ من النّجوم العالميين من دعم إسرائيل في حربها على غزة إلى مطالبتهم بالوقف الفوري للعمليات العسكريّة. وأبرز النّجوم الذين كانوا يؤيدون إسرائيل: مادونا وإيمي شومر وسارة سيلفرمان وناتالي بورتمان، وهي الأسماء نفسها التي قادت تغيير المواقف!

في الأسابيع الأولى من العمليات العسكريّة على قطاع غزة كان الصّوت الطّاغي لدى أبرز نجوم "هولييود" ينحو إلى تأييد إسرائيل، أمّا اليوم فهم يطالبون بوقف الحرب بشكلٍ قطعي وصارَ هناك قافلة من الأسماء التي غيّرت مواقفها. بالإضافة إلى "ذا ويكند" ومادونا وشومر وسيلفرمان وبورتمان، حصلَ التغيير في مواقف دواين جونسون وجيري سينفيلد وسلمى بلير وباربرا ستراسيند وجاستن بيبر وجوش جاد وكيم كارداشيان وجيمي لي كورتيس وليندا كارت وجيسيكيا سينفيلد ومايكل ستيب وكيلر ومايك ودوا ليبا وفيك مينسا وكايت راندا وكيت بلانشيت وجون كوزاك وجينيفير لوبير وأدم لامبرت وغيرهم من النّجوم الشّهيرين!

الممثلة إيمي شومر تدعو لعدم كراهية جميع اليهود!

واحدة من أبرز التحوّلات في المواقف، كانت للممثلة إيمي شومر، التي كتبتْ في تشرين الأول: "فقدتُ الكثير من الأصدقاء في الأسابيع القليلة الماضية، لكنّي أشعر بالقوة والحرية عندما أعلم أنني أدافع عن الحقيقة وسأُقاتل من أجلها دائماً"، ثمّ كتبتْ: "ما أريده هو عودة كل رهينة، أريد الأمان والتحرّر لكل الشعوب، أريد الأمان للشعب اليهودي والمسلمين أيضاً"، لكنّها بعدَ ذلك صارت تتوسّل لأن لا تُصيب الكراهيّة جميع اليهود، عبرَ القول: "أنا أحب إخوتي وأخواتي في غزة، أحب المسلمين، أحب الجميع، أنا فقط أتوسّل إليكم ألا تكرهوا جميع اليهود".

علاقة تغيير المواقف بمعاداة السّاميّة

قالت إحدى الكاتبات في موقع "الصوت اليهودي" وتُدعى ليبا نيسيس، إنّها تدقُ ناقوسَ الخطر من أنّ تقديم المشاهير أي شي أقلّ من الدّعم الكامل لإسرائيل "يمثّل مشكلة". وخرجتْ أصوات أُخرى تُعلنُ خوفَها من تصاعُد معاداة السّاميّة في "هوليوود" رغم جهود "اللوبي الإسرائيلي" في عاصمةِ السّينما العالميّة.

ربّما يرى البعض بأنّ التّغيير في مواقف الفنانين هو أضعف الإيمان تجاه المجازر البشعة التي ترتكبُها إسرائيل، لكن ما تقوله "نسيس" يؤكّد بأنّ ما يريده الكيان الإسرائيلي هو دعماً كاملاً وما هو أقلّ "يشكّل خطراً"، وبالتّالي "ما هو أقلّ" قد حصلَ بالفعل، ويُضرُ بإسرائيل على صعيدِ الرّأي العام العالمي الذي يشكّل الفنانون فيه صفاً من الصّفوف الأماميّة لناحيةِ الحشدِ والتأثير.