مرَّ على رحيلِ الفنانة الكبيرة صباح تسعُ سنوات، فقد فارقتنا في 26 تشرين الثاني 2014 عن عمر 87 عاماً، تاركةً خلفَها إرثاً فنياً كبيراً وبصمةً لا تعوّض في تاريخ الأغنية اللبنانيّة والعربيّة والأعمال السّينمائيّة والمسرحيّة عبر مشوارٍ فنّي امتدَ لأكثر من ستةِ عقودٍ من العطاء المتواصل الذي لم ينضب.

بالإضافةِ إلى الغناء والتّمثيل، قدّمت صباح نموذجاً يُحتذى به للمرأة اللبنانيّة بجمالها وأنوثتها وضحكتها التي لم تفارق وجهَها، فلم ولن يمرّ إمرأةٌ عرفناها، عاشت لسنواتٍ طويلةٍ وقد حافظتْ على جمالِها كما صباح!

أيقونة "الأبيض والأسود"

منذُ بدأت الشحرورة أو جانيت فغالي مشوارها الفنّي عبر الأفلام السّينمائيّة المصريّة حجزت لنفسها مكانةً متقدّمةً هناك، وطبعت مرحلةً بأكملها من أفلام "الأبيض والأسود". كانت الابتسامة مفتاحَ جمالِها، وملامحُها عجنتْ البساطة بالرّقي والأنوثة.

الألوان والضّحكة و"الشّياكة"

ثمّ مع تقدّمها بالعمر، حافظت صباح على جمالها عبر جميع المراحل، وواكبت الموضة لا بل صارت مثالاً يُحتذى بهِ.

حتى حينَ بلغت كبَرَ السّن، لم تغب الضّحكة عنها، فاستحقت لقبَ "حلوة لبنان" عن جدارة.

صحيح أنّ صباح غادرتنا وحيدةً على أثر الإصابة بأمراض الشّيخوخة، لكنّ صوتها لا يزال يصدح بـ "العتابا والميجانا" ويُصادقُ أجمل الألحان المصريّة التي وضعتها في مقدّمة الفنانين العرب عبر التّاريخ مثل "ساعات ساعات" و"زي العسل"، وكذلك على صعيد الشكل والذكاء والحضور، فهي فنانة متكاملة لن تتكرّر في العالم العربي.