قبلَ عامين تعرّف الجمهور اللبناني والعربي إلى قصة "غريتا" عبر شاشة "الجديد" وتعاطفَ معها. فالشّابة اللبنانية اكتشفت أنّ والدَيها الذين تُنسَب إليهم ليسوا بأهلها البيولوجيين! إلى اليوم يعجُ محرك البحث "غوغل" بسؤال المتابعين: هل وجدت غريتا أهلها؟
قبلَ عامَين خصّصت قناة الجديد حلقتين لرحلةِ بحث "غريتا الزغبي" عن أهلها البيولوجيين عبر برنامج "أنا مين" مع الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، وذلك في موسمِ حلقات الميلاد ورأس السّنة.
انتهت الرّحلة بالفشل، فغريتا كانت قد اكتشفت قبل 8 سنوات تقريباً من خلال تحليل فئات الدّم أنّ والديها ليسا بوالديها البيولوجيين، ما يعطي فرضيّة أنهُ جرى تبديل مقصود أو عن طريق الخطأ في المستشفى عام 1977.
التخلّي؟
كانت غريتا تمتلكُ قائمةً بأسماءِ السّيدات اللواتي أنجبنَ في المستشفى نفسها خلالَ الأسبوع الذي ولِدَت فيه، وذلك بموجب حكمٍ قضائي لتسهيلِ عمليةِ البحث، لكنّ "الجديد" أنهتِ البحثَ مع انتهاء فترة التصوير عبر حلقتَي "الميلاد".
اليوم تطل غريتا عبر حسابها في "تيك توك" وتتحدّث عن "تخلّي قناة الجديد عنها رغم الوعود بإكمال رحلة البحث"، وتعلنُ بعيداً عن ضوضاء الإعلام أنّها وجدت أهلها البيولوجيين!
الانتصار للعلم
ما جرى بعد أن عُرِضت حلقة "أنا مين" أنّ غريتا تلقّت عرضَاً المساعدة من أشخاصٍ يعيشون خارج لبنان، نصحوها بإجراء فحوصات "تحليل الحمض النووي" الذي يُعتمَد خارج لبنان لتحديد الأُصول، وقد أصبحَ رائجاً بالنّسبة للبعض من منطلق الإطلاع على نسبة الجينات لديهم من أي أصول يكونون... وبذلك استطاعت غريتا أن تقوم بتشكيل شجرة عائلة معقّدة طالَ العمل عليها لعامَين كامليَن!
أجرت تلكَ الفحوصات في أحد أهمّ المختبرات العالمية، وكان من حسنِ حظّ الفتاة اللبنانيّة أنّ أهلها البيولوجيين لديهم أقارب مهاجرين خارج لبنان منذُ عقودٍ طويلة، وقد عمدوا إلى فحوصاتٍ مماثلة... من قرابةٍ بعيدة جداً، إلى نتائج لقرابةٍ أقرب، حصلت العملية، وبمساعدة أصدقائها استطاعت غريتا في كلّ مرة تجدُ فيها نتيجةً متقاربةً، أن تتواصل مع أصحاب العيّنات للسؤال عن أقاربهم في لبنان... البعض منهم تعاونَ معها وهناكَ مَن رفضَ التّعاون خشية أن تكون غريتا قد أتت إلى الحياة نتيجة "خطيئة"! بعد عملٍ شاق، استطاعت الوصول إلى عائلتها التي تعيشُ منذُ سنواتٍ خارجَ لبنان.
لم تكشف غريتا عن أسماء أفراد أسرتها نزولاً عندَ طلبهم، وفي المحصّلة ما جرى في المستشفى كان تبديلاً بين مولودتين، وليسَ بين مولودٍ ومولودة كما افترضت "الجديد" التي أنهتْ رحلة البحث بمغلّف ممهور حاصرةً الأمر بفرضيّة التبديل بين "غريتا" و"قاسم"!
من الإعلام إلى "الواتساب"
وتقولُ غريتا التي تعملُ في مجال "التاتو" والتجميل، إنّ رحلة البحث كانت باهظة الثّمن بالنّسبة لها معنوياً ومادياً، فقد اضطرت لبيع سيارتها من أجلِ إجراء الفحوصات... لكن في النهاية انتصرت، بعد ثماني سنوات من رحلةِ البحث الشّاقة التي مرّت بمحطةٍ إعلاميّة وانتهت بمجموعة "واتساب" لأصدقاءٍ تجمّعوا من كل أنحاء العالم لتشكيل "شجرة العائلة" التي تنتسبُ إليها "غريتا".
@grettazoghby_b ♬ original sound - Gretta Zoghby.B