"وراء هذا البحر هناك شعب شقيق... كلّ صراع يدعم صراعاً آخراً..." قصة الأغنية الإيطالية "فلسطين الحمراء" التي أطلقها أمبرتو فيوري عام 1973.

إنّ الظلم لا يتجزّأ، ونصرة الحقّ لا تكون استنسابيّة بين بلدٍ وآخر... في إيطاليا، إبّان ما سُمي "سنوات الرصاص" في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي، وتحديداً في الفترة التي كانت تقع وسط تلكَ الفترة بالعام 1973 خرجت أغنية بعنوان "Rossa Palestina" أي "فلسطين الحمراء"، كتبها الشاعر والمغني الإيطالي أمبرتو فيوري وغنّتها الحركة الطلابية الإيطالية. حينها كانت الأغنية بمثابة جسر عبورٍ ونضال بين الشّعب الإيطالي الذي كان يعيشُ صراعاً اجتماعياً وسياسياً إلى شعبِ فلسطين صاحب القضية الأُم، والذي لا يزال إلى اليوم يواجه آلة العدو الصهيوني.

أيَّدتْ "Rossa Palestina" في تلك المرحلة حركات المقاومة الفلسطينية، سواء عبر الإشارة إليها بشكل صريح كتسمية حركة فتح، أو من خلال مصطلح "الحزب" واللون الأحمر للدلالة إلى الحزب الماركسي "الجبهة الشعبية والديمقراطية". تقولُ كلمات "Rossa Palestina": "الشرق الأوسط كجاموس جريح... ثارَ القرصان الأميركي، لكن في الحقول على الكثبان الرمليّة، حتّى الأطفال مسلّحون وكلّ امرأة تحمل بندقيتها... الدبّابات الإسرائيلية لا تُخيفها... يجب عليكَ تحرير أرضك".


وتضيف الأغنية: "رفعنا الأحمر والأخضر والأبيض والأسود وثبّتنا ألوان علم فتح في قبضاتنا... رفعنا علم الحزب (الجبهة الشعبية والديمقراطية)... لفلسطين الحمراء بجانب علم فيتنام. يُطلَقُ عليهم في الصّحف الرأسمالية لقب الخارجين عن القانون... الذي أطلقَ على الثوّار لقب القتلة... لن نصدّق النشرات الإسرائيلية... كم مرة قالوا: انتهى الأمر في فلسطين؟ ومع ذلك غنّينا هذه الأغنية".

وفي ختام الأغنية: "وراء هذا البحر هناك شعب شقيق... كلّ صراع يدعم صراعاً آخراً... كل طلقة تُطلق على العدو الصهيوني... في إيطاليا، نلقي اللوم على المسؤولين... التاريخ يدعم النّاس في الثورة... الثورة حتى النصر".

أمبرتو فيوري

ولِدَ كاتب الأغنية أمبرتو فيوري عام 1949 في سارزانا، وهي بلدة ساحلية صغيرة على الحدود بين ليغوريا وتوسكانا. في الخامسة من عمره انتقلَ إلى ميلانو، كبرَ ودرسَ الفلسفة. خلال السبعينيات، كان مغنياً وكاتباً غنائياً لمجموعة Stormy Six، وهي فرقة روك إيطالية مشهورة.

تُضاف أغنية "Rossa Palestina" إلى الأغنية السويدية "Leve Palestina" التي أطلقها الفنان الفلسطيني جورج توتاري عام 1978 عبر فرقة "كوفية". الأغنيتان اليوم تحقّقان الانتشار رغم مرور عقود عليهما، فإبّان "طوفان الأقصى" يعودُ زخمُ أغنيات الثّورة، وبخاصة تلك التي تؤيد القضية الفلسطينية بلغاتٍ عالميّة.