أكًّد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته في ذكرى يوم شهيد حزب الله، أنّ الميدان هو الذي يتكلّم باسم المعركة التي يخوضها الحزب جنوباً، داعياً أن تبقى العيون على الميدان وليس على الكلام، مشدّداً في الوقت نفسه على أهمّية مواصلة عوامل الضغط على العدو لأنّ الافق الافق يحمل نصراً للمقاومة. 

ولفت نصرالله إلى أنّ عمليات المقاومة عند الحدود الجنوبية مستمرّة رغم الحضور الدائم للمسيّرات الإسرائيلية المسلّحة، لافتاً إلى ارتقاء العمليات جنوباً من حيث الكمّ والنوعية، قائلاً: "لأوّل مرة نقوم باستخدام المسيّرات الهجومية الانقضاضية ولأوّل مرّة استخدمنا صواريخ البركان الذي يزن نصف طن ولكم أن تتخيلوا حجم الخسائر".

وكشف أنّ "العمليات التي نفذت سواء بالرد بالكاتيوشا أو بالمسيّرات هي أعمق مما مضى ونحن في ارتقاء معيّن وهذا استلزمته المعركة وما يرتبط بالتصعيد القائم في غزة ولبنان"، مشيراً إلى أنّ الإسرائيليين "يحاولون أن يخفوا إصاباتهم وقتلاهم أو يدمجوهم بالقتلى والإصابات العامّة في المعارك".

ولفت نصرالله إلى أنّه "كان لدينا الأسبوع الماضي استهداف المدنيين. تعرّضت سيارات للأخوة الأعزاء في كشّافة الرسالة الاسلامية للاعتداء والاخوة مشكورون على حضورهم في تلك المناطق الخطرة وتمّ الرّدّ على أحد المواقع الإسـرائيلية. الأخطر كان ما تعرّضت له سيارة العائلة الكريمة التي أدّت الى استشهاد الجدة وحفيداتها الثلاث. والذي ردت عليه المقاومة الإسلامية بسرعة ودون تردّد على كريات شمونة وأبلغنا العدو ببيان رسمي أنّنا لن نتسامح على الإطلاق مع المس بالمدنيين وهذا ما نؤكّد الالتزام به".

وأكّد أنّ جبهة الجنوب "ستبقى ضاغطة، وأشيد مجدداً بالمقاومين الأبطال وأشيد بالبيئة الحاضنة المباشرة التي تتحمّل عبء هذه المواجهة وعبء تقديم الشهداء وعبء التهجير من القرى الأمامية والموقف العام في لبنان المتضامن مع غزة"، مشيرًا إلى أنّ "الموقف العام في لبنان مساعد وجيد وقوي ويجعل من جبهة لبنان قوية".

وأوضح نصرالله أنّ "المشهد العام من غزة إلى الضفّة إلى اليمن إلى إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان، هو أنّنا في معركة الصمود ومعركة تراكم الإنجازات وجمع النقاط والوقت لمصلحة حركات المقاومة وهزم الغزاة وهكذا كان عبر التاريخ"، لافتاً إلى أنّ "الفشل الميداني والخشية من انفتاح الجبهات باتجاه أوسع وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدو ستستمر على العدو وتضيق الوقت لديه".

نصرالله لـ"أميركا": عليكم أن توقفوا العدوان والحرب على غزة

من جهة ثانية، توجه نصرالله إلى الولايات المتحدة الأميركية قائلا: "إذا أردتم أيها الأميركيون أن تتوقف العمليات في جبهات المساندة وألّا تذهب المنطقة إلى حرب إقليمية، عليكم أن توقفوا العدوان والحرب على غزة".

وقال: "هناك قمة تجمع 57 دولة عربية وإسلامية، والعالم والشعب الفلسطيني يتطلّع إلى هذه القمة ولا يطالبها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحدّ الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وتتوعّد بإجراءات جديّة".

وسأل: "هل من المعقول أن 57 دولة عربية وإسلامية لا تستطيع فتح معبر رفح؟ القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وواقع نفسي صعب، ورغم ذلك يُقاتل المجاهدون بقوة أقوى ألوية النخبة الاسرائيلية وهذا دليل عجز كيان العدو".

وشدد على أن "شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزة، الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور والرهان الحقيقي على الميدان".

كذلك، أشار نصرالله إلى أنّ "دليل عجز اسرائيل أنها تزجّ قوات النخبة ولا تستطيع أن تحقّق صورة النصر المطلوبة من الإسرائيليين". وقال: "هذه الشجاعة وهذا الإقدام في الميدان وهذا الابداع المبهر والاسطوري هو الحاسم في مسار الامور وهنا تعلق الآمال".

ولفت إلى أنّ "ما قام به الاخوة في اليمن كانت له آثار مهمة وكبيرة جدا، حتّى لو افترضنا أنّ الصواريخ والمسيّرات لم تصل، وهناك فرضية أخرى أنّها وصلت والعدو يتكتّم عن ذلك". وأشار إلى أنّ "استهداف قواعد الاحتلال الاميركي في جبهة المقاومة العراقية انطلق اساساً من فكرة التضامن مع غزة وهذه العمليات تخدم فكرة تحرير العراق وسوريا من بقية قوات الاحتلال".

أضاف:"هناك جانب آخر ورد على لسان عدد من المسؤولين الصهاينة وهنا يخطئون في الحساب. هم يقولون كلّ هذا القتل والإرهاب والتوحش له هدف، أحد الاهداف الاساسية التي يريدها العدو هو الاخضاع ليس لأهل غزة فقط بل للشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وشعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة والتيئيس من خيار الصمود والمقاومة. هدفه أن يقول للفلسطينيين انسوا ارضكم واسراكم ومقدساتكم، وهو يدمر في غزة يخاطب لبنان ويقول انظروا يا أهل لبنان ما يجري في غزة لأنها قاومت وتمرّدت. هنا يخطئ العدو من جديد وهذا الهدف لن يتحقّق".

وشدد على أن "الاسرائيلي هو من يجب ان ييأس ويجب ان يعلم أنّّ من اشلاء الشهداء والأطفال ستنطلق اجيال واجيال للمقاومة أشدّ ايمانا واقوى بأسا وتصميما على مقاومة هذا المحتل وازالته من الوجود ان شاء الله".