بعد الأحداث الأخيرة في فلسطين، ارتأت ريما الرحباني تكثيف مقاطع الفيديو الخاصّة بأعمال فيروز التي تتحدّث عن الوطن والأرض، وذلك من أرشيفها خلال تدريبات حفل فيروز بدبي (2002)، أي قبل أكثر من عشرينَ عاماً. وتعمدُ ريما إلى النّشر بمعدل فيديو واحد يومياً بشكلٍ تقريبي، وذلك عبر حسابها في فيسبوك.
من جهةٍ ثانية، تُعدُّ فيروز في طليعة الفنّانين الذين غنّوا للوطن، سواء لبنان أو فلسطين أو مصر أو سوريا أو المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان العربية. وإنّ أغنيتها "زهرة المدائن" من أشهر الأعمال التي تدوّن ملحمةً في حب الوطن والالتصاق بالقضية باعتبارها تتحدّث عن مدينة القدس. وقد عمدَ الشعراء والملحّنون الذين تعاملت معهم فيروز، ولا سيّما الأخوين الرحباني، إلى تقديم الأعمال الوطنية في قالبٍ عميقٍ يبدأ برواياتٍ تاريخيّة ويُعطي للعمل بعداً يتخطّى إطار التّباكي، لا بل يطرح القضية بأُسلوبٍ يعكسُ جوانبها الثّقافيّة والإنسانية ويبيّن ارتباط الإنسان العربي بأرضه وتاريخه وثوابته.