صحيح أنهُ لا يمرُ شهرٌ إلّا ونستمع لإصدارٍ جديدٍ للمطرب المصري أحمد سعد، والصحيح أيضاً بأنّ بعض الأعمال بدأت تنحدر أخير إلى مساحة "مُجرد تسجيل الحضور" كأغنيته الأخيرة "دِب دِب" التي يقلّد فيها الفنان محمد رمضان... لكنّ ذلك لا يمنع القول إنَّ سعد نموذج للفنان الذي حظيَ بالنجوميّة بعد صبرٍ طويل، فأولى أعماله "أشكي لمين" في العام 2003 لكنّ نجاحه على المستوى العربي بدأ فقط خلال العامَين الفائتين، ولم يكن اسمه حاضراً قبل ذلك إلّا في إطار المشكلات الشخصيّة مع زوجتيه السّابقتين ريم البارودي وسميّة الخشّاب.
يُعد أحمد سعد اليوم من بين الأسماء الأولى عربياً، ويتميّز بامتلاكه خامة صّوت مميّزة ويؤدّي بشجنٍ عالٍ، كما أنهُ كشفَ عن شخصيّةٍ فكاهيّة فانتشرت ما تُعرف بـ "أفشات أحمد سعد" بالإضافة إلى رقصاته (من تصميمه)! صوتٌ وحضورٌ وجانب كوميدي جارى فيه مستجدات مواقع التّواصل الاجتماعي، جميعها عناصر وضعت صاحب أغنية "عليكي عيون" في المقدّمة!
يقولُ الممثل المصري محمود الليثي بأُسلوبه الكوميدي المُعتاد: "بقى أحمد سعد بيغني أكتر ما بيومي فؤاد بيمثّل" بالإشارة إلى غزارة إنتاجه! غزارة تعوّض عن سنواتٍ طويلةٍ لم يحقّق فيها سعد النّجاح المطلوب. صحيح أنهُ لا يوجد قاعدة تُعمّم لكن أحياناً النّجاح بخطى ثابتة أفضل من الصّعود السّريع والانحدار الأسرع!