باسم زين
هل تتخيّل عالَماً مليئاً بالحيوانات الآلية، أو ماذا سيكون عليه صوت نباح الكلب الآلي؟
هل تتصور أن فكرة الروبوت تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما تكلّم عالم الرياضيات اليوناني أرخيتاس عن طائر ميكانيكي أطلق عليه اسم "الحمامة" مدفوعاً بقوة البخار.
بدوره، قام ليوناردو دافنشي بعمل أحد التصميمات الأولى المسجلة تاريخياً لروبوت بشري حوالي عام 1495. تحتوي دفاتر ليوناردو على رسومات مفصلة لفارس ميكانيكي يرتدي درعاً يمكنه الجلوس والتلويح بأذرعه وتحريك رأسه وفكّه.
حوالي عام 1700، تم بناء العديد من الأوتوماتا أو ما يعرف بالآلات الذاتية الحركة، بعضها يمكن أن يعمل أو يرسم أو يعزف الموسيقى، أشهرها آنذاك تم صنعها من قبل جاك دي فوكانسون في عام 1737، بما في ذلك عازف الفلوت الآلي وقارع الدف، في حين كانت البطة القادرة على هضم الأكل من أشهر أعماله.
وُلِدَ أول روبوت حقيقي شبيه بالبشر في مدينة دريسدن الألمانية عام 1810، من صناعة فريدريش كوفمان، وكان عبارة عن جندي يحمل مزماراً.
وابتكر الحرفي الياباني هيشاشيغي تاناكا المعروف باسم "إديسون الياباني" مجموعة من الألعاب الميكانيكية المعقدة بشكل لا يصدق، بعضها يمكن أن يقدم الشاي أو إطلاق السهام من جعبة في ظهره أو حتى الطلاء.
وفي العام 1939، ظهر الروبوت البشري المعروف باسم Elektro في المعرض العالمي. كان طوله 2.1 متر ووزنه 120 كجم. يمكنه المشي بالأوامر الصوتية ونطق حوالي 700 كلمة (باستخدام مشغل تسجيل) وتدخين السجائر ونفخ البالونات وتحريك رأسه وذراعيه.
جورج ديفول بدوره اخترع أول روبوت يعمل رقميا وقابل للبرمجة في عام 1954، وأطلق عليه اسم Unimate الذي تم بيعه لشركة جنرال موتورز لرفع قطع معدنية ساخنة من آلة صب القوالب وتكديسها. تمثل براءة اختراع Devol لأول ذراع روبوتية قابلة للبرمجة تعمل رقميا أساس صناعة الروبوتات الحديثة.
شاكي كان أول روبوت متنقل قادر على التفكير تم طرحه في عام 1970 من قبل معهد ستانفورد للأبحاث، وكان شاكي يجمع بين مدخلات أجهزة الاستشعار المتعدّدة بما في ذلك كاميرات التلفزيون وأجهزة تحديد المدى بالليزر وأجهزة استشعار الصدمات.
في العام 1996، قام طالب الدكتوراه ديفيد باريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ببناء RoboTuna المحاكية بيولوجياً لدراسة كيفية سباحة الأسماك في الماء، وكانت شبيهة إلى حد كبير بسمكة التونا، تبعها في العام 1999 "آيبو" من سوني القادر على التفاعل مع البشر، وبيعت النماذج الأولى التي تم إصدارها في اليابان في غضون 20 دقيقة.
في عام 2000، أصبحت الحيوانات الأليفة الروبوتية التفاعلية (المعروفة أيضا باسم "الألعاب الذكية") متاحة تجارياً، وكشفت شركة هوندا اليابانية عن النتيجة الأكثر تقدما لمشروعها البشري المسمى ASIMO الذي يمكنه الجري والمشي والتواصل مع البشر والتعرّف على الوجوه والبيئة المحيطة والأصوات والتفاعل معها.
[caption id="attachment_5978" align="aligncenter" width="914"] الرجل الآلي أسيمو في دبي[/caption]في 25 أكتوبر 2017، في قمة مستقبل الاستثمار في الرياض، تم منح الروبوت "صوفيا" الجنسية السعودية، ليصبح أول روبوت على الإطلاق يحمل جنسية.
الروبوتات الحيوانية
- النمل الآلي: ابتكر باحثون نملة روبوتية لا تشبه النملة الحقيقية ولكنها كانت جيدة بما يكفي لمستعمرة النمل. أخذ العلماء غدد رائحة نملة حقيقية ووضعوها على جسر معلّق فوق ساحة النمل التجريبية، ثم قاموا بتعليم النمل الآخر كيفية العثور على موقع تعشيش أفضل من خلال استخدام آلة سايبورغ خاصة بهم، وقد نجح النمل الآلي في تعليم النمل الحقيقي تكرار سلوكه في المستعمرات الطبيعية.
- سمك الزرد الهجين الحيوي: لن تصدّق أنّ سمكة روبوتية صغيرة يمكن أن تمهّد الطريق لصناعة قلب اصطناعي لاستخدامه مع البشر، ولكن هذا بالضبط ما عمل عليه العلماء في جامعة هارفارد. الأسماك قادرة على السباحة بشكل مستمر نتيجة لعلاقة ميكانيكية كهربائية بين جانبي ذيلها. عندما يمتد جانب واحد من الذيل، فإنه يؤدي إلى التقلص الذي يتسبب بدوره في تمدد الجانب الآخر، وتتكرر العملية. هذا مشابه للطريقة التي يدير بها القلب الانقباض المستمر.
- السلطعون الآلي: قام فريق دولي من العلماء ببناء مجموعة من الروبوتات دون المليمترية القادرة على الانحناء والتحرّك فوق الأسطح كرد فعل على الضوء. كانت روبوتاتهم بسيطة نسبيا من حيث البناء ولا تعتمد على أي أجزاء متحركة. من الممكن استخدام الروبوتات المصغّرة مثل هذه في العلاجات الطبية داخل جسم الإنسان.
- سرب النمل الآلي: شرع علماء من جامعة نوتردام ومعهد جورجيا للتكنولوجيا في الاستفادة من تعاون النمل من خلال بناء سربهم الخاص من الروبوتات المطبوعة 3D القابلة لإعادة التشكيل. في التجارب، كانت الروبوتات الفردية تؤدي مهام بسيطة بمفردها، ولكن عندما واجهت مشكلة تتجاوز قدرتها، أرسلت إشارة إلى أصدقائها للحضور والانضمام إلى المعركة. عملت مجموعات من الروبوتات معاً لحمل الأحمال الثقيلة أو التغلّب على العقبات. حتى أنهم بنوا الجسور مثل التي يبنيها النمل لتأمين عبوره في ظروف معينة.
الروبوتات كحيوانات أليفة؟!!!
في السنوات الأخيرة، تغير العالم وأصبحت الروبوتات مستوحاة من الأحياء وباتت تتصرف مثلها، خاصة تلك التي تشبه الحيوانات الحقيقية.
الحيوانات الأليفة الروبوتية هي آلات ذكية اصطناعية مصنوعة لتشبه الحيوانات الأليفة الفعلية. يستخدم الكثيرون الآن التعلّم الآلي (الخوارزميات التي تسمح للآلات بالتكيّف مع التجارب المستقلّة عن البشر)، مما يجعلها أكثر واقعية.
تتمايز أسعار الحيوانات الأليفة الروبوتية في السّوق وتتراوح بين بعض مئات وعدد كبير من الآلاف من الدولارات الأميركية.
كانت أولى الحيوانات الأليفة الروبوتية التي يتم طرحها في السوق Hasbro's Furby في عام 1998. ومنذ ذلك الحين، نمت الحيوانات الأليفة الروبوتية بشكل متزايد.
[caption id="attachment_5982" align="aligncenter" width="420"] Furby[/caption]بعض الحيوانات الأليفة الروبوتية الشعبية اليوم هي:
- Joy for All - الفرح للجميع - (بواسطة هاسبرو)
- Zoomer ـ الكلاب والقطط التفاعلية ـ
- Paro ـ صغير الفقمة ـ
- Aibo ـ كلاب آلية ـ (من شركة سوني)
الاستخدامات الشائعة
تستهدف صناعة هذه الحيوانات كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في دور رعاية المسنين الذين غالبا ما يعانون من الوحدة والعزلة الاجتماعية. بالنسبة لهذه المجموعة، يمكن أن تكون الحيوانات الأليفة الروبوتية مفيدة لأنها غالباً ما تكون غير قادرة على المشي بسرعة ولا تحتاج لا لطعام أو رعاية كالحيوان الحقيقي. ويمكن استخدام هذه النماذج من الحيوانات الروبوتية في الاستخدام المنزلي أو العلاج. علاوة على ذلك، سلّطت دراسة نوعية مرتبطة بالمركز الوطني لصحة الطفل والتنمية NCCHD، ((National Community Child Health Database، الضوء على المستقبل المشرق للعلاج بمساعدة الروبوت أثناء الرعاية الطبية الخاصة.
المعضلة الأخلاقية
منذ أن تم تقديم الروبوتات لأول مرة، تخيلناها شبيهة إلى حد كبير بالحياة البيولوجية. أفلام الخيال العملي مليئة بجميع أنواع الروبوتات التي تتصرف مثل البشر والحيوانات وتحل أحيانا مكان الأحباء أو زملاء العمل أو الحيوانات الأليفة. ومع ذلك، اتضح أن استخدام التكنولوجيا لتكرار ما أتقنته الطبيعة من خلال التطور أسهل قولا من فعله. لقد فشلت جهودنا لإنشاء تلك الروبوتات المتقدمة إلى حد كبير خاصة في تلبية التوقعات العاطفية.