لم يشهد دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم بتاريخه مباريات حماسيّة وناريّة كالمباريات الّتي شهدها ذهاب الربع النهائيّ من مسابقة دوري الأبطال هذا الموسم في مواجهاته كافّة.
فقد شهد لقاءا ريال مدريد ومانشستر سيتي من ناحية والأرسنال وبايرن ميونيخ من ناحية أخرى إثارة غير مسبوقة مع تسجيل عشرة أهداف بحيث انتهى لقاء الذهاب في مدريد بنتيجة 3-3، بينما انتهى اللقاء في لندن بين الأرسنال وبايرن ميونيخ 2-2 وسرق فريق برشلونة انتصارًا غاليًا جدًّا في العاصمة الفرنسيّة عندما سدّد ضربة قاسية جدًّا في وجه باريس سان جيرمان بنتيجة 3-2. أمّا أتلتيكو مدريد ففاز في عرينه على فريق بروسيا دورتمند بنتيجة 2-1.
ما هو مؤكّد أنّ مرحلة ذهاب الدور الربع النهائيّ كان عنوانها الهجوم ومضمونها الجنون. فلقاء ريال مدريد ومانشستر سيتي على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد والّذي تابعه أكثر من تسعين ألف متفرّج على أرض الملعب وعشرات الملايين حول العالم كان نهائيًّا مبكرًا للـ"تشامبيينز ليغ" بين أعرق نادي في العالم مع 14 لقب دوري أبطال و35 لقب بطل إسبانيا في مواجهة الفريق الأفضل في الموسم المنصرم والفائز في دوري الأبطال وكأس العالم للأندية ولقب الـ"بريميير ليغ". فهما من دون أدنى شكّ الفريقان المرشّحان لإحراز اللقب هذا الموسم حيث كان ثلاثيّ ريال فينيسيوس جونيور، ورودريغو وفالفيردي قوّة جارفة على أرض الملعب فسجّلوا 3 أهداف في مرمى السيتي وأعادوا خلط أوراق المدرّب الإسبانيّ بيب غوارديولا.
فالمدرّب الإسبانيّ "الثعلب" حاول خطف الانتصار في مدريد معتمدًا على النرويجيّ إيرلينغ هالاند الّذي سحب مدافعي مدريد نحوه و أفرغ زملاءه في الفريق، فسجّل كلّ من فيل فودن وبرناندو سيلفا وفارديول أهدافًا للسيتي فكان التعادل 3-3 هو النتيجة العادلة في تلك المواجهة الهجوميّة الرائعة الّتي اعتبرت من أجمل المواجهات الّتي شهدها دوري الأبطال في تاريخه.
بروفا النهائيّ المبكر بين الريال والسيتي قابله لقاء عالي المستوى أيضًا بين الأرسنال متصدّر الدوري الإنكليزيّ وبايرن ميونيخ الألمانيّ الّذي جاء إلى لندن ونصب عينيه مصالحة جماهيره بتعويض البطولة الألمانيّة الّتي حسمها باير ليفركوزن لمصلحته، بتحقيق انتصار مدوٍّ في العاصمة لندن والّتي كانت لتتحقّق مع هدفين لغينابري وهاري كاين في نصف ساعة فقط من الشوط الأوّل ردّ عليها الأرسنال على مرحلتين من خلال بوكايو ساكا البلجيكيّ تروسار في الربع الساعة الأخير من المباراة لتكون مباراة الإياب الأربعاء المقبل في ميونيخ مباراة حياة أو موت للفريقين.
أمّا النتيجة الأبرز، فهي الّتي حقّقها برشلونة الإسبانيّ عندما ضرب دفاعات باريس سان جيرمان الفرنسيّ في باريس في الشوط الثاني بعدما كان الاخير متقدّمًا بالنتيجة 2-1 حتّى الدقيقة الـ60 من المباراة عندما سجّل البرازيليّ رافينيا هدفه الثاني في اللقاء وهدف التعادل لبرشلونة 2-2، فاعتقد الفريق الباريسيّ أنّ الفريق الكاتالونيّ قد سرق من ملعبه التعادل ليتفاجأ لاحقًا بهدف قاتل من اللاعب البديل في الفريق الكاتالونيّ الدانماركي كريستيانسن في الدقيقة الـ78 قتل خلالها معنويات الفريق الباريسيّ وأسكت حماس مشجّعيه لينهي برشلونة المهمّة الصعبة بالعودة من باريس محقّقًا انتصارًا سيعمل الثلاثاء المقبل على تحصينه لتأكيد انتصاره على باريس سان جيرمان وينهي أحلام الفريق الباريسيّ الباحث عن انتصار له في دوري الأبطال في أوروبّا.